إن أحد أهداف سياسة تنمية قطاع الصيد البحري في المغرب هو تكييف قدرة و سعة أسطول الصيد بحيث يكون لهذا القطاع مستقبلاً مستداماً من خلال الاستغلال المسؤول للموارد. و إن تحديث الأسطول من خلال تحسين ظروف العمل والظروف الصحية وانتقائية معدات الصيد سيجعله قادرا على المنافسة من خلال القضاء على السعة الفائضة وتوجيه القطاع نحو الصيانة والتنمية المتكاملة للمناطق الساحلية.
برنامج تحديث الأسطول الصغير
للمساهمة في تطوير و تنمية الصيد البحري، يسهر المغرب أيضا على تحديث أسطول الصيد، وتجديد السفن وأليات الصيد. يتعلق الأمر بالمواكبة قصد تحسين سلامة الطاقم، وتثمين المنتجات، وتحسين ظروف العمل، و تكييف الإنتاج مع الطلب لمواصلة الاستغلال المستدام للموارد.
و يسجل برنامج «IBHAR » كجزء من الجهود المبذولة لتشجيع الفاعلين على تطوير وتحديث وحدات الصيد الخاصة بهم.
حيث يهدف تطوير الأساطيل الساحلية والتقليدية إلى الحفاظ على جودة الأسماك على متن السفينة، وتحسين ظروف عيش وعمل البحارة، بالإضافة إلى مردودية وأداء السفن.
القضاء على الشباك العائمة المنجرفة
إذ يدرك المغرب و يحرص على الحفاظ على توازن النظم الإيكولوجية الطبيعية ويعمل على الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري والحد من الضغط الناجم عن الصيد. وبغية الحفاظ على الموارد البحرية، اختار المغرب سنة 2010 القضاء على الشباك العائمة المنجرفة (FMD) ، بتبني القانون رقم 19-07 الذي يحظر هذه الشباك، التي تعتبر أداة صيد غير انتقائية تستخدم بشكل رئيسي في صيد سمك أبو سيف في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط ، و ذلك للحد من المصيد العرضي الذي يمكن أن يكون له تأثير محتمل على أعداد بعض الأنواع منها الدلافين والحيتان والسلاحف البحرية وصغار سمك أبو سيف.
يتكون مشروع التخلص القضاء على الشباك العائمة المنجرفة من عنصرين : التعويض عن التخلص من المعدات والتعويض عن خروج السفن.
يتعلق الأمر بـ 263 سفينة بهذا البرنامج.
المناطق المحمية البحرية
في إطار التنمية المستدامة لقطاع الصيد البحري ، اختار المغرب أيضاً إنشاء مناطق محمية بحرية (AMP). هذه المبادرة بدأت في المغرب من قبل مؤسسة تحدي الألفية « APP » لفائدة الصيد الحرفي.
و تهدف هذه المقاربة الإيكولوجية المبنية على إنشاء مناطق بحرية محمية في المغرب إلى إنعاش وإدماج التنوع البيولوجي (الساكنة والأنواع في وضعية حرجة) في استراتيجية تدبير الموارد السمكية.
المواقع النموذجية لـلمناطق البحرية المحمية
- منطقة الصويرية القديمة - تافدنا (وادي- السلطان- بوزرقطون)
- منطقة سيدي افني – اكلو ( فرك الليل - لكَزيرة)
- منطقة الجبهة – أمسا ( العركوب – تامرابط)
الشعاب الاصطناعية
كما اختار المغرب خيار الشعاب الاصطناعية كأداة مندمجة لحماية وإحياء النظم الإيكولوجية البحرية وبالتالي تعزيز استدامة الصيد البحري.
وقد وضعت شعاب تقليدية نموذجية في المحيط الأطلسي، بالصويرية القديمة، وفي البحر الأبيض المتوسط بسيدي حساين وكالا-إيريس. في حين تم وضع شعاب صناعية في البحر الأبيض المتوسط (في خليج مرتيل) والأخرى في المحيط الأطلسي (في خليج أكادير). ويستمر برنامج التتبع العلمي والسوسيواقتصادي للشعاب التقليدية والصناعية، من أجل تقييم الفوائد الإيكولوجية والاقتصادية ومدى إمكانية توسيع و جدوى المشاريع الجديدة.